للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال عماد الدين الكاتب]

«خطب (١) الأفضل الذعر، وذعّره الخطب، وقال: «ما أصدق ذلك عن أخى وإذا أتى من مصر أخى، فمن مصرخى»، قال: «فقلنا له: راسله وجامله، واستسعفه واستعطفه، وتقرب إليه وقاربه، ولعله يعتبك فعاتبه، ولا تتعلق بمن عهده (٢) يهى، وتصرّفه على ما يشتهى لا ما تشتهى، فالأخ أولى بالمساعفة والمساعدة، وما يطلب إلا إقامة الخطبة له، فأجبه إلى ذلك، ولا تضايقه فيه ولا تنافسه».

قال: «فكاد يصغى إلى هذا النصح، فلما خلا به وزيره الضياء وأصحابه، حرّفوه عن ذلك كله، وحسّنوا له أنه لا ينبغى له العدول عن عمّه الملك العادل، وأنه ينبغى له أن يرحل إليه مستجيرا به وملتجئا إليه، فقبل رأيهم، وبرز إلى القصر يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الأولى من هذه السنة، ثم توجه إلى الشرق، فلقيه الملك العادل بصفّين - وقد كان نازلا بالرقّة - فنزلا بالمخيم بصفين، وقال له الملك الأفضل: «أنت عمى ومقام والدى، وبقوة مساعدتك يقوى ساعدى، ومع إقامتك عندى بدمشق لا يقدم علىّ الملك العزيز»؛ وسأله وتضرع إليه أن يسير إلى دمشق، وألحّ عليه في المسألة، فأجابه الملك العادل إلى ذلك، فرحل الملك العادل من صفين متوجها إلى دمشق مستهل جمادى الآخرة في عساكره، ودخلها تاسع جمادى الآخرة واستقر بها (٣)».


(١) عند هذا اللفظ تنتهي ص ١١٣ ب من نسخة (س)، ويضطرب النص هناك بعد ذلك فتنقطع المقابلة بين النصين.
(٢) (ك): عقده.
(٣) هذان اللفظان ساقطان من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>