للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١)

سجل بقلم القاضى الفاضل صادر عن الخليفة العاضد بتولية أسد الدين شيركوه الوزارة بعد قتل شاور

عن (القلقشندى: صبح الأعشى، ج ١٠، ص ٨٠ - ٩٠) و (الحنبلى: مخطوطة شفاء القلوب في مناقب بنى أيوب: ص ٨ أ - ١٠ أ) وكتب القاضى الفاضل عن أسد الدين شيركوه بالوزارة عن العاضد الفاطمى، والوزارة يومئذ قائمة مقام السلطنة، وهذه نسخته:

" من عبد الله ووليّه، عبد الله أبى محمد الإمام العاضد لدين الله أمير المؤمنين:

إلى السيد، الأجل، الملك، المنصور، سلطان الجيوش، ولىّ الأمة، فخر الدولة، أسد الدين، كافل قضاة المسلمين، وهادى دعاة المؤمنين، أبى الحرث شيركوه العاضدى، عضّد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين، وأدام قدرته وأعلى كلمته.

[٨١] سلام عليك: فإن أمير المؤمنين يحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، ويسأله أن يصلى على سيدنا محمد خاتم النبيين، وسيد المرسلين؛ صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، الأئمة المهديين، وسلّم تسليما كثيرا.

أما بعد، فالحمد لله القاهر فوق عباده، الظاهر على من جاهر بعناده، القادر الذى يعجز الخلق عن دفع ما أودع ضمائر الغيوب من مراده، القوى على تقريب ما عزبت (١) الهمم باستبعاده، الملى بحسن الجزاء لمن جاهد في الله حق جهاده، مؤتى الملك من يشاء بما أسلفه من ذخائر رشاده، ونازعه ممن يشاء بما اقترفه من كبائر فساده، منجد أمير المؤمنين بمن أمضى في نصرته العزائم، واستقبله الأعداء بوجوه الندم وظهور الهزائم، وفعلت له المهابة ما لا تصنع الهمم، وخلعت آثاره على


(١) كذا في الأصل، ولعلها «ما اعترفت».

<<  <  ج: ص:  >  >>