للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سيرته رحمه الله]

كان - رحمه الله - إماما عادلا متواضعا، محسنا إلى الرعية جدا، وكان قبل وفاته قد أخرج توقيعا إلى الوزير بخطه ليقرأه على أرباب الدولة، وقال الرسول: «أمير المؤمنين يقول ليس غرضنا أن يقال برز مرسوم أو نفّذ (١) مثال، ولا يبين له أثر، بل أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال».

ثم أمر بقراءة التوقيع على الجماعة فقرئ عليهم ونسخته:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اعلموا أنه ليس إمهالنا إهمالا، ولا إغضاؤنا، إغفالا، ولكن لنبلوكم أيكم أحسن عملا، وقد غفرنا (٢) لكم ما سلف من خراب (٣) البلاد، وتشريد الرعايا، وتقبيح السمعه، وإظهار الباطل الجلى في صورة الحق الخفى حيلة ومكيدة، وتسمية الاستئصال والاجتياح إستيفاء، واستدراكا لأغراض انتهزتم فرصتها مختلسه من براثن أسد (٤) باسل، وأنياب أسد مهيب، تتفقون بألفاظ مختلفة على معنى واحد، وأنتم [١٢٩ ب] أمناؤه وثقاته، فتميلون رأيه إلى هواكم (٥)، وتمزجون باطلكم بحقه، [فيطيعكم (٦)] وأنتم له عاصون، ويوافقكم وأنتم له مخالفون. والآن فقد بدل الله سبحانه بخوفكم


(١) في نسخة م «ونفذ» وفى نسخة س «أو تقدم» والصيغة المثبتة من ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٦).
(٢) في ابن الأثير، الكامل ج ١٢ ص ٤٥٧ «عفونا».
(٣) في ابن الأثير، نفس المرجع والجزء والصفحة «إخراب».
(٤) في ابن الأثير، «ليث».
(٥) في نسخة م «رأيكم» والصيغة المثبتة من س ومن ابن الأثير، نفس الجزء والصفحة.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س ومن ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٧) وغير مثبت في نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>