للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاد الرسول، وأخذوا الأعلام السلطانية، فرفعت على الأسوار، ونزل من فيها، وتسلم السلطان القلعة بما فيها من الرجال والسلاح والأموال، وأمر السلطان بتخريب الحصن فخرّب، وكان في ذلك مضرة عظيمة على المسلمين، فإن ابن ليون - صاحب الأرمن - أخرج إليه من ولايته بعد ذلك، فجدّد عمارته، وأتقنه، وجعل فيه جماعة من عسكره يغيرون به على البلاد، ووقع الضرر بسببه.

وكان فتح بغراص في ثانى شعبان.

قال عماد الدين الكاتب:

" وهذان الحصنان دربساك وبغراص كانا لأنطاكية جناحين، ولطاغية الكفر سلاحين، فتم للسلطان فتح هذه الحصون المذكورة مع أبراج ومغارات وشقفانات (١) كثيرة حتى خلص ذلك الإقليم، وتم (٢) الفتح العظيم، وعادت الكنائس مساجد، والبيع معابد، والصوامع جوامع، والمذابح لعبدة الصلبان (٣) مصارع ".

[ذكر الهدنة مع الأبرنس صاحب أنطاكية]

ولما فتح السلطان بغراص عاد إلى مخيمه الأكبر وأثقاله، وراسله الابرنس في طلب الصلح، فصالحه لشدة ضجر العسكر، وقوة قلق عماد الدين - صاحب سنجار - في طلب الدستور، واشترط على الابرنس إطلاق جميع أسارى المسلمين


(١) في (الروضتين، ج ٢، ص ١٣٣): " شقفان "، ولعلها جمع " شقيف "، وقد قال (ياقوت: معجم البلدان) عند كلامه عن شقيف أرنون: الشقيف كالكهف.
(٢) بهذا اللفظ يتقابل النص هنا مرة أخرى مع نسخة س، وإنما في ص ٨٣ أ.
(٣) الأصل: " السلطان " والتصحيح عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>