في دمشق، ومنها أرسل هذا الخطاب إلى صلاح الدين يهنئه بالنصر العظيم
(عن: أبو شامة: الروضتين، ج ٢، ص ٨٢ - ٨٣)
«ليهن المولى أنّ الله قد أقام به الدين القيّم؛ وأنه كما قيل: أصبحت مولاى ومولى كل مسلم، وأنّه قد أسبغ عليه النعمتين الباطنة والظاهرة، وأورثه الملكين: ملك الدنيا وملك الآخرة.
كتب المملوك هذه الخدمة والرءوس إلى الآن لم ترفع من سجودها، والدموع لم تمسح من خدودها، وكلما فكّر الخادم أن البّيع تعود وهى مساجد، والمكان الذى كان يقال فيه: إن الله ثالث ثلاثة يقال اليوم فيه إنّه الواحد، جدّد لله شكرا: تارة يفيض من لسانه، وتارة يفيض من جفنه؛ وجزاء يوسف خيرا عن إخراجه من سجنه؛ والمماليك ينتظرون أمر المولى؛ فكلّ من أراد أن يدخل الحمّام بدمشق قد عوّل على دخول حمّام طبرية، تلك المكارم لاقعيان من لبن، وذلك الفتح لا عمان واليمن؛ وذلك السيف لا سيف ابن ذى يزن، وللألسنة بعد في هذا الفتح شرح طويل، وقول جليل».