للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضر عيد الفطر من هذه السنة، فخلع على كافة الأمراء، ومقدمى البلد وأرباب المناصب، وعمل عيدا عظيما احتفل فيه، ولم يعمل بحلب عيد قبل هذه السنة مذ مات أبوه الملك الظاهر - رحمهما الله. (١)

ذكر قدوم الملك الأشرف إلى دمشق نجدة لابن أخيه

الملك الناصر [داود بن الملك المعظم (٢)]

ولما قدم السلطان الملك الكامل إلى غزة وولى على بعض بلاد الملك الناصر، رحل منها إلى نابلس ونزل بها بدار الملك المعظم. ولما تحقق الملك الناصر قصد عمه الملك الكامل له، أرسل إلى عمه الملك الأشرف يعتضد به، ويستمسك بذيله، ويستنصر به على الملك الكامل. وكان الرسول في ذلك الأمير عماد الدين [١٤٠ ا] ابن موشك (٣) وفخر القضاة نصر الله بن براقة (٤) فمضيا إلى الشرق واجتمعا بالملك الأشرف وكان بسنجار. وطلباه ليأتى إلى دمشق، ويعاضد ابن أخيه الملك الناصر، ويدفع عنه الملك الكامل، فسار إلى دمشق، وزينت دمشق لقدومه، وضربت بها البشائر، ونصبت القباب.

وخرج الملك الناصر لاستقباله، وكنت (٥) يومئذ بدمشق، وشاهدت دخوله إلى القلعة، وعلى رأسه شاش علم كبير، وهو مشدود الوسط بمنديل، والملك


(١) انظر أيضا ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٠٥.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٣) كذا في المخطوطة وفى المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٢٦) «عماد الدين بن موسك».
(٤) كذا في المخطوطة وفى المقريزى (السلوك، ج ١، ص ٢٢٦) «فخر القضاه نصر الله بن بصاقة».
(٥) أي القاضى جمال الدين بن واصل انظر أيضا، أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٤٠) حيث ينقل من ابن واصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>