ترجع صلتى بهذا الكتاب «مفرّج الكروب» إلى سبعة عشر عاما مضت منذ عرّفنى به ولفت نظرى إلى أهميته أستاذى المؤرخ المحقق الدكتور محمد مصطفى زيادة عند ما كنت أعدّ بحثا تحت إشرافه موضوعه «تاريخ اليمن تحت حكم بنى أيوب (١)» ثم شغلت عن الكتاب والبحث مؤقتا بأعمال علمية أخرى، ولكننى كنت دائم الرجوع إليه والإقبال على قراءته والإفادة منه، وفى كل مرة كنت أرجع إليه فيها كانت تتأكد لدى أهميته القصوى كمصدر أساسى لدراسة تاريخ بنى أيوب بصفة خاصة ودراسة تاريخ الشرق الأدنى ودوله جميعا في القرنين السادس والسابع بصفة عامة وهما قرنان حافلان بالأحداث العالمية الهامة وخاصة الحروب الصليبية وغارات التتار.
وكانت تداعب مخيلتى دائما أمنية عزيزة هى أن أتمكن يوما ما من التوفر على دراسة هذا الكتاب وإعداده للنشر، فلما حصلت على الماجستير، وبدأت أتخير موضوع بحثى الذى أعدّه للدكتوراه اتجه ذهنى في الحال إلى «مفرّج الكروب» وكان أن أعددت بحثى للحصول على هذه الدرجة العلمية وعنوانه «جمال الدين بن واصل وكتابه مفرّج الكروب في أخبار بنى أيوب»، وقمت فيه بدراسة حياة هذا المؤرخ الكبير وجهوده العلمية دراسة تحليلية دقيقة مع العناية بوجه خاص بكتابه «مفرّج الكروب».