للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى منبر، فنصب ذلك المنبر، وتولى ذلك النجار عمل محراب حلب مشابها للمنبر في الرسم، ومن رأى الآن محراب حلب، شاهد (١) فيه مثال المنبر المقدسى.

فلما منّ (٢) الله سبحانه على السلطان الملك الناصر بفتح بيت المقدس تقدم بحمل المنبر من حلب، فحمل ونصب بالمسجد الأقصى، وهو الآن منصوب.

ثم أمر صلاح الدين فعمل لجامع حلب منبر شبه المحراب والمنبر الذى في القدس، فكان كما أراد (٣).

ذكر ما أزاله السلطان [صلاح الدين]

من آثار الشرك بالبيت المقدس

وكان الفرنج قد بنوا على الصخرة المقدسة كنيسة، وستروها بالأبنية، وغيّروا أوضاعها، وملؤوها بالصور، وندبوا في ترخيمها أشباه الخنازير، ونصبوا عليها مذبحا، وعينوا بها مواضع للرهبان، ومحط الإنجيل، وأفردوا فيها لموضع القدم قبة صغيرة مذهبة بأعمدة الرخام؛ فأمر السلطان بمحو تلك الآثار كلها، وأزال عن الصخرة تلك الأبنية، فأبرزها للعيون، ولم يكن يظهر منها قبل الفتح إلا قطعة منها، وكان الفرنج قد قطعوا [٢٩٨] منها قطعا وحملوا منها إلى قسطنطينية (٤)، ونقلوا منها إلى جزيرة صقلية، وقيل كانوا يبيعونها بوزنها ذهبا، وقيل إن بعض ملوكهم تقدم بستر الصخرة إشفاقا عليها من القطع، فتولى إصلاحها والقيام بأمرها الفقيه ضياء الدين عيسى الهكارى، وأدار عليها شبابيك من حديد.


(١) الأصل: " شاهد مثال فيه مثال " وقد حذفت مثال الأولى ليستقيم المعنى، وفى س: " شابهه فيه مثال ".
(٢) الأصل: " منا " والتصحيح عن س (٢٣ ب).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن س (٢٣ ب).
(٤) الأصل: " قسطنطانية ".

<<  <  ج: ص:  >  >>