رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى نور الدين يشرح له فيها المؤامرة التي كان يدبرها رجال الدولة الفاطمية والصليبيون، والتي اشترك فيها الشاعر عمارة اليمنى، لقلب نظام الحكم وإعادة الدولة الفاطمية
عن:(الروضتين، ج ١، ص ٢٢٠ - ٢٢٢)
" قصر هذه الخدمة على متجدد سار للإسلام وأهله، وبشارة مؤذنة بظهور وعد الله في إظهاره على الدين كله، بعد أن كانت لها مقدمات عظيمة، إلا أنها أسفرت عن النجح، وأوائل كالليلة البهيمة، إلا أنها انفرجت عن الصبح، فالإسلام ببركاته البادية، وفتكاته الماضية، قد عاد مستوطنا بعد أن كان غريبا، وضرب في البلاد بجرانه بعد أن كان كالكفريتم عليه تخيلا عجيبا، إلا أن الله سبحانه أطلع على أمرها من أوله، وأظهر على سرها من مستقبله، والمملوك يأخذ في ذكر الخبر، ويعرض عن ذكر الأثر:
لم يزل يتوسم من جند مصر، ومن أهل القصر، بعد ما أزال الله من بدعتهم، ونقض من عرى دولتهم، وخفّض من مرفوع كلمتهم، أنهم أعداء وإن تعدت بهم الأيام، وأضداد وإن وقعت عليهم كلمة الإسلام، وكان لا يحتقر منهم حقيرا، ولا يستبعد منهم شرا كبيرا، وعيونه لمقاصدهم موكلة، وخطراته في التحرز منهم مستعملة، لا تخلو سنة تمر، ولا شهر يكر، من مكر يجتمعون عليه، وفساد يتسرعون إليه، وحيلة يبرمونها، ومكيدة يتممونها، وكان أكثر ما يتعللون به، ويستريحون إليه، المكاتبات المتواترة، والمراسلات المتقاطرة، إلى الفرنج خذلهم الله، التي يوسعون لهم فيها سبل المطامع، ويحملونهم فيها