للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم عنده تقدما كثيرا، حتى آل أمره إلى أن جعله من أكبر الأمراء، وجعله أمير جاندار له وسيف نقمته (١)، وولاه القاهرة.

ذكر حوادث في هذه السنة في الشرق

ومما جرى من الحوادث في هذه السنة في الشرق ما كان من استيلاء عماد الدين زنكى بن نور الدين أرسلان شاه على قلاع الهكارية وبلاد الزوزان (٢).

ذكر الخبر عن ذلك

كان عماد الدين زنكى هو الأصغر من ولدى نور الدين أرسلان شاه صاحب الموصل، وكان هو وأخوه الملك القاهر عز الدين مسعود قد تزوجا إبنتى مظفر الدين كوكبورى بن زين الدين صاحب إربل في حياة أبيهما.

وأم الابنتين ربيعه خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل، وقد ذكرنا ذلك (٣).

فلما مات نور الدين وملك الموصل ولده الملك القاهر، صار لعماد الدين من البلاد - بحكم الوصية من أبيه - قلعتا العقر وشوش (٤).

فلما مات الملك القاهر وصار إسم [السلطنه لابنه نور الدين أرسلان شاه، وهو طفل صغير، وقام بتدبير ملكه بدر الدين لؤلؤ، طمع عماد الدين زنكى في البلاد. وكان بقلعة العمادية (٥) مملوك من مماليك عز الدين مسعود بن مودود


(١) في الأصل «لعمه» والصيغة المثبته من المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ١٨٨.
(٢) زوزان شرقى دجلة بين أرمينيه وبين أخلاط وأذربيجان وديار بكر والموصل. وكان أهلها أرمن بينهم طوائف من الأكراد، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٣) انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٣، ص ١٩٧.
(٤) العقر قلعة حصينة شرقى الموصل تعرف بعقر الحميدية، والشوش قلعة عالية على مقربة منها، انظر ياقوت، (معجم البلدان).
(٥) العمادية قلعة شمالى الموصل بناها عماد الدين زنكى سنة ٥٣٧ هـ‍ - ١١٤٢ م مكان قلعة خربه من قلاع الأكراد تسمى قلعة الشعبانى، انظر ابن الأثير، التاريخ الباهر، ص ٦٤، ياقوت، معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>