للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدّ عماد الدين زنكى، فجرت بينه وبين عماد الدين زنكى مراسلات في معنى تسليم العمادية إليه.

وبلغ ذلك بدر الدين لؤلؤ فبادر إلى عزل ذلك المملوك وولاها أميرا كبيرا، ورتب فيها جماعة من الجند، وكذلك فعل في غيرها من القلاع.

وكان نور الدين أرسلان شاه [بن القاهر (١)] الذى له أسم السلطنه، لا يزال مريضا من خراج كان به (٢) وغيرها من الأمراض، فكان يبقى المدد الطويلة لا يركب ولا يظهر للناس. فأرسل عماد الدين زنكى إلى من بالعمادية من الجند يقول لهم: «أن إبن أخى قد مات، ويريد بدر الدين لؤلؤ [أن (٣)] يملك البلاد لنفسه، وأنا أحق بملك آبائى وأجدادى». ولم يزل بالجند حتى [٧٩ ا] استدعوه وسلّموا إليه قلعة العمادية في ثامن عشر شهر رمضان من هذه السنة، وقبضوا على نائب بدر الدين وعلى من معه.

وبلغ ذلك بدر الدين فأمر العسكر بالرحيل إلى العمادية ليحصروا بها عماد الدين، فساروا إليه وحصروه فيها وذلك في قوة الشتاء. فاشتد البرد، وكاتب عماد الدين مظفر الدين [كوكبورى (٤)] بن زين الدين مستنجدا به على بدر الدين لؤلؤ، فأجاب إلى نصرته لكون عماد الدين زوج ابنته - كما ذكرنا. فكتب بدر الدين لؤلؤ إلى مظفر الدين يذكّره الأيمان والعهود [التي من جملتها أنه لا يتعرض إلى شىء من أعمال الموصل (٥)]، فلم يلتفت إليه وأصر على معاضدة صهره. فلم


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٣٣٥.
(٢) في ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، حوادث سنة ٦١٥، ص ٣٣٥) «من جروح كانت به».
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين لتوضيح المعنى، انظر أيضا ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين لتوضيح المعنى، انظر أيضا ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٥) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير (الكامل، ج ١٢، ص ٣٣٦)، وفى الأصل: «وأنه لا يتعرض لأعمال الموصل».

<<  <  ج: ص:  >  >>