للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر المتجددات بالشرق في هذه السنة

بعد موت السلطان - رحمه الله -

لما توفى السلطان - رحمه الله - كان أخوه الملك العادل بالكرك - وقد ذكرنا ذلك - فلما بلغته وفاة أخيه، قدم إلى دمشق وأقام فيها وظيفة العزاء، ثم توجّه إلى البلاد الشرقية خوفا عليها من غائلة العدو؛ وكنا قد ذكرنا أن السلطان فوّض إليه ما وراء الفرات من الولايات، فلما قطع الفرات، أقام بقلعة جعبر، وضبط أمور تلك الناحية.

وكان بكتمر - صاحب أخلاط، وكنا قد ذكرنا تملكه لها بعد سيده شاهرمن - لما بلغته وفاة السلطان، ضرب البشائر في بلاده فرحا بموته، ولقّب نفسه الملك الناصر، وراسل عزّ الدين مسعود (١) بن مودود بن زنكى بن آق سنقر - صاحب الموصل - وعماد الدين زنكى بن مودود - صاحب سنجار -، وصاحب ماردين - وهو حسام الدين يولق (٢) أرسلان بن إيلغازى بن ألبى بن تمرتاش بن إيلغازى بن أرتق، وكان صبيا صغيرا، ملك بعد أبيه قطب الدين


(١) انظر ترجمه بالتفصيل عند: (ابن الأثير: الكامل، ج ١١، ص ١٩٦ - ٢١٠) و (أبو شامة: الروضتين، ج ٢، ص ١٨، ٢٢٦، ٢٢٧) و (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان، ج ٨) و (ابن شداد: المحسن البوسفية) و (سعيد الديوه جي: الموصل في العهد الأتابكى، بغداد ١٩٥٨، ص ٣٢، ٣٣) و (ياسين بن خير الله العمرى: منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء، نشر سعيد الدبوه جي، الموصل ١٩٥٥، ص ٦٣، ٦٤، ١٠٩، ١٣٧) و (زامباور: معجم الأسرات الحاكمة، الترجمة العربية) و (ابن خلكان: الوفيات، ج ٤، ص ٢٩٠ - ٢٩٦).
(٢) ولى حسام الدين بولق حكم ماردين في جمادى الآخرة سنة ٥٨٠ هـ‍، وخلفه أخوه ناصر الدين أرتق حوالى سنة ٥٩٧ هـ‍، انظر: (زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة، الترجمة العربية، ص ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>