للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب إربل [في الصلح (١)]، ثم تقررت بينهما قاعدة الصلح وسار [مظفر الدين (٢)] إلى جلال الدين ودخل في طاعته. وراسل السلطان الملك المعظم صاحب دمشق جلال الدين، واتفق معه، وصار هؤلاء الثلاثة جلال الدين وصاحب إربل والملك المعظم يدا واحدة. وفعل الملك المعظم ذلك معاندة لأخويه [الملك الكامل والملك الأشرف (٣)].

ذكر الحرب في هذه السنة بين المسلمين والكرج

كان شروانشاه رشيد صاحب الدربند - الذى قدمنا ذكره (٤) - سيئ السيرة، كثير الفساد والظلم للرعية، وكان يتعرض لنسائهم وأولادهم، واشتدت وطأته عليهم، فاتفق بعض العسكر مع ولده عليه، فأخرجوه من البلاد وملكوا ولده [عليهم (٥)] فأحسن السيرة، فأحبته العساكر والرعية. وأرسل إلى والده يقول له: «المصلحة أن تكون في بعض القلاع وأجرى لك من الجرايات ما يقوم بك وبكل من تحب أن يكون عندك (٦)، والذى حملنى على ما فعلت معك سوء سيرتك وظلمك لأهل البلاد، وكراهيتهم لدولتك». فلما سمع شروانشاه [١١٧ ا] رسالة إبنه إليه سار إلى الكرج واستنصر بهم، وطلب منهم أن يسيروا معه عسكرا ليستعيد البلاد إلى نفسه، ويأخذها من ولده. فسيروا معه عسكرا كثيرا، فسار بهم حتى قرب من مدينة شروان. فلما سمع إبنه مسيره إليه


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) انظر ما سبق ص ١٠٨ - ١٠٩.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) في نسخة م «معك» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>