للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر رحيل

الملك الكامل بن الملك العادل

عن ماردين

وكانت رسل الملك الأفضل قد جاءت إلى نور الدين أرسلان بن مسعود - صاحب الموصل - تطلب منه موافقته (١) على الملك العادل، فأجابه إلى ذلك، وصالح ابن عمه قطب الدين بن عماد الدين - صاحب سنجار -، واتفقا على إنجاد صاحب ماردين على الملك الكامل.

ثم سار نور الدين وقطب الدين بعساكر الموصل وسنجار والجزيرة، ونزلوا أسفل جبل ماردين.

وشرع نور الدين في جمع الرجّالة ليزحف إلى الربض، وبه الملك الكامل، ويساعدهم عليه أهل القلعة من فوق.

ولو أقام الملك الكامل في الربض لما تمكن عسكر الموصل منه، وكان قد تمكن تمكنا شديدا، وضاق خناق أهل القلعة حتى لم يبق إلا تسليمها إليه.

فاتفق أن الملك الكامل نزل إلى الوطا، ولم يكن [ذلك] (٢) رأيا، فوقعت الحرب بين الملك الكامل والمواصلة، وكانوا أكثر منه جمعا، (٣٠ ا) فلم يثبت لهم، وانهزم مصعدا إلى الجبل، وأسر من أصحابه جماعة، ثم أطلقهم نور الدين؛ فرحل الملك الكامل ليلا إلى ميّافارقين، ثم منها إلى حرّان.


(١) (ك): «نجدته
(٢) ما بين الحاصرتين عن (س)

<<  <  ج: ص:  >  >>