للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل إلى حماة فوافته الرسل من جهة الامام المستضئ بنور الله أمير المؤمنين.

بالتشريفات السلطانية، والتقليد بما أراد من الولايات، وأفاضوا الخلع على السلطان وأقار به، وخصّ ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بمزيد تفضيل على أقارب السلطان، رعاية لحق (١) والده أسد الدين - رحمه الله تعالى -:

[ذكر استيلاء الملك الناصر على بارين]

وكان صاحبها الأمير فخر الدين (٢) مسعود بن على الزعفرانى من عهد نور الدين (٣)، وكان من أكابر الأمراء النورية، فلما رأى قوة السلطان نزل منها واتصل بخدمته، وظن أنه يكرمه ويشاركه في ملكه، ولا ينفرد عنه بأمر، كما كان عند نور الدين، فلم ير منه شيئا من ذلك، ففارقه (٤) ولم يكن بقى له من إقطاعه النورى غير بارين، ونائبه بها (٤)، فلما انتظم الصلح بين السلطان والحلبيين، وقدم حماة - كما ذكرنا - سار منها إلى بارين وحاصرها، ونصب عليها المجانيق، فسلمت إليه بالأمان، فلما ملكها عاد إلى حماة، وأقطعها لخاله [١٨٥] شهاب الدين محمود بن تكش الحارمى، وكان تملّك بارين في العشر الأخير من شوال من هذه السنة.


(١) س: " لمعنى والده ".
(٢) الأصل: " عز الدين " والتصحيح عن الكامل لابن الأثير والروضتين.
(٣) بعد هذا اللفظ في س: " وكانت حماة أيضا له وغيرها، فأخذت منه، ولم يكن بقى له إلا بارين " وهو استطراد لا داعى لإثباته هنا فقد ذكر ما يدل على معناه هنا بالمتن بعد ثلاثة أسطر.
(٤) مكان هذه الجملة في س: " ففارقه ومضى وبقى ببارين نائبا له ".

<<  <  ج: ص:  >  >>