للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء

ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه على حمص (١)

وفى هذه السنة - أعنى سنة سبعين وخمسمائة - سلم السلطان حمص إلى ابن عمه الملك القاهر ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شاذى، وهى كانت إقطاعا لوالده أسد الدين في أيام نور الدين - كما ذكرنا - فملكها ناصر الدين محمد، ثم ملكها بعده ولده الملك المجاهد أسد الدين شيركوه إلى سنة سبع وثلاثين وستمائة، ثم ملكها بعده ولده الملك المنصور إبراهيم إلى سنة أربع وأربعين وستمائة، ثم ملكها ولده الملك الأشرف موسى بن إبراهيم بن شيركوه، فأخذت منه سنة ست وأربعين وستمائة.

ثم لما ملك التتر الملاعين البلاد الشامية سنة ثمان وخمسين وستمائة أعادوها إلى الملك الأشرف، ودخل في طاعتهم، ثم لما كسر الملك المظفر سيف الدين قطن المعزى صاحب مصر التتر بعين جالوت وملك الشام قرّر الملك الأشرف بها، فبقيت معه إلى أن توفى الملك الأشرف سنة اثنين وستين وستمائة [فملكها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس صاحب مصر] (٢)

ثم عاد السلطان الملك الناصر - رحمه الله - إلى دمشق، فدخلها في آخر شوال، ثم رحل منها إلى مرج الصفر، فنزل به إلى آخر السنة.

ودخلت سنة إحدى وسبعين وخمسمائة والسلطان بمرج الصفر، فجاءه رسول الفرنج يطلب الهدنة، فأجابهم السلطان إليها، بعد أن اشترط عليهم أمورا التزموها،


(١) هذا العنوان غير موجود في س، وإنما ربط بين ما قبله وما بعده بلفظ: " قال ".
(٢) ما بين الحاصرتين زيادات عن س (٦٧ ب) وهذا استطراد التزمه ابن واصل في كتابه هذا، فهو كلما عرض لذكر مدينة من مدن الشام الكبرى - وخاصة تلك المدن التي كانت مقر الإقطاع في تلك العصور - تتبع الأسرة الحاكمة لها إلى قبيل الوقت الذى يؤلف فيه كتابه. وهذا الاستطراد أخيرا يدل على أن ابن واصل كان يكتب هذا الجزء من كتابه بعد سنة ٦٦٢ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>