للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء غياث الدين بن خوارزم شاه على

بلاد فارس

قد ذكرنا استيلاء غياث الدين على عراق العجم مضافة إلى بلاد كرمان [١١٤ ا]، وذكرنا ما جرى له مع خاله إيغان طايسى وانتصاره عليه، وكان قد جعل مدينه اصفهان كرسى مملكته (١)، وأقام بها وحصنها. وكان التتر في المرة الاولى قد حصروا أصفهان فلم يقدروا عليها لكثرة الخلق بها، وعظمها وحصانتها، فرجعوا عنها.

وفى أول هذه السنة قصد غياث الدين مملكة فارس وصاحبها أتابك سعد ابن دكلا. ولما صار غياث الدين في أطرافها خافه أتابك سعد فهرب منه إلى اصطخر (٢) واحتمى بها، وسار غياث الدين إلى مدينة شيراز، وهى كرسى مملكة فارس وأعظمها، فملكها بغير تعب، واستولى على أكثر بلاد فارس، ولم يبق بيد أتابك سعد غير الحصون المنيعة، فلما طال الأمر على سعد صالح غياث الدين على أن يكون لسعد من البلاد قسم اتفقوا عليه، ولغياث الدين الباقى.

وأقام غياث الدين بشيراز وازداد رغبته في المقام بها وعزما عليه (٣)، لما سمع أن التتر قد طرقوا الرى والبلاد التي له وأخربوها.


(١) في نسخة م «ملكه» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٢) ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن اصطخر «من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها» وينسب اليها أبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفارسى الاصطخرى صاحب كتاب المسالك والممالك.
(٣) في ابن الأثير الذى ينقل منه ابن واصل «وازداد إقامة وعزما»، انظر الكامل، ج ١٢، ص ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>