للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلها أذى، فأتوهما في هذه المرة وقتلوا أهلهما وخربوهما، وألحقوهما بغيرهما من البلاد في الخراب.

ثم ساروا في البلاد يخربون وينهبون ويقتلون، ثم قصدوا همذان وكان قد اجتمع بها كثير من الذين سلموا من أهلها، فأبادهم التتر قتلا وسبيا.

وخربوا البلاد وكانوا لما وصلوا إلى الرى وجدوا بها عسكرا كثيرا من عسكر خوارزم شاه، فكبسوهم وقتلوا فيهم، وهرب من بقى منهم إلى أذربيجان ونزلوا بأطرافها. فلم يشعروا إلا والتتر قد كبسوهم [مرة ثانية (١)] ووضعوا فيهم السيف، فولوا منهزمين. ووصلت طائفة منهم إلى توريز وتفرق الباقون.

ووصل التتر إلى قريب توريز وأرسلوا إلى صاحبها مظفر الدين أزبك بن البهلوان يقولون له: «إن كنت موافقنا فسلم إلينا من عندك من الخوارزمية وإلا فتعرفنا إنك غير موافق لنا». فعمد إلى من عنده من الخوارزمية فقتل بعضهم وأسر بعضهم، وحمل الأسرى والرؤس إلى التتر، وأنفذ معهم (٢) من الأموال والثياب والدواب شيئا كثيرا، فعادوا عن بلاده طالبين خراسان. وقد ذكر أن هذه الطائفة من التتر كانوا ثلاثة آلاف فارس، وكان الخوارزميه الذين انهزموا ستة آلاف فارس، وعسكر أزبك [مظفر الدين بن البهلوان (٣)] صاحب أذربيجان أكثر من الجميع، فألقى الله تعالى الخذلان في الكل، ولم يقدر لهم الدفع عن أنفسهم فنعوذ بالله من الخذلان.


(١) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة م «معهما» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) اضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>