للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم أياز الطويل من مماليك السلطان، وكان من المشهورين بالبأس والشجاعة، وسبب قتله أن فرسه تقنطر به فاستشهد، ودفن على تل هناك، وقتل عليه مملوك له.

ونزل السلطان بالثقل على البركة، ثم رحل بعد العصر، فنزل على نهر القصب أيضا، فكان المسلمون يشربون من أعلاه، والفرنج يشربون من أسفله، وبينهم مسافة يسيرة، وبات الفريقان هناك.

ثم رحل السلطان وعبر شعراء أرسوف، ونزل على قرية تعرف بدير الراهب، فطلب ملك الانكلتير الاجتماع بالملك العادل خلوة، فاجتمعا، فأشار بالصلح، وكان حاصل كلامه: " أنه قد طال بيننا القتال، ونحن جئنا في نصرة أصحاب الساحل، فاصطلحوا أنتم وهم، وكل منا يرجع إلى مكانه.

فقال الملك العادل:

" على ماذا يكون الصلح؟ ".

فقال:

" على أن يسلم إلى أهل الساحل ما أخذتم من البلاد ".

فأبى الملك العادل ذلك، وأخبره أن دون ذلك قتل كل فارس وراجل؛ فرجع مغضبا.

[ذكر وقعة أرسوف]

ولما كان يوم السبت رابع عشر شعبان تأهب المسلمون للقاء الفرنج، وأزعجوهم وضايقوهم، فلما رأى الفرنج ما نزل بهم من الضائقة اجتمعوا وحملوا حملة واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>