ناصر الدين محمد بن شير كوه، ومظفر الدين بن زين الدين، وأمرهما أن يسيرا إلى أخلاط من أقرب الطرق، وسير السلطان إلى سيف الدين الفقيه ضياء الدين عيسى، والأمير غرس الدين قلج لتقرير القاعدة وتحريرها، فوصلت الرسل إليها والبهلوان قد قارب البلاد جدا، فراسله [٢٦٢] سيف الدين وخوّفه من السلطان، وأشعر بأنه إن قصده سلّم البلاد إلى السلطان.
وراسل الأمير مجد الدين ناصر الدين محمد أن يقيم على قرن، فهو أشد للارهاب، وإنما فعل ذلك خديعة، وإنما كان مقصود سيف الدين والوزير دفع كل واحد من السلطان والبهلوان بالآخر ليتم غرضهما، ولا يمكن كل واحد منهما من البلاد، ثم أحال الوزير الأمر على البهلوان، وقال لرسول السلطان:
" إن البهلوان جاء ليتملك، ولو استعجلتم لسهل الأمر ".
واصطلح سيف الدين والبهلوان، وأقره البهلوان على البلاد، وجرت مراسلة بين البهلوان والسلطان، وانفصل الأمر.
وفى رابع عشر ربيع الأول من هذه السنة توفى نور الدين محمد بن قرا أرسلان - صاحب آمد والحصن - وولى بعده ولده قطب الدين سكمان بن محمد، واستمر على طاعة السلطان.
ذكر استيلاء السلطان على ميّا فارقين
وكانت لصاحب ماردين، فوصلها السلطان في جمادى الأولى من هذه السنة، وبها من أمراء صاحب ماردين أسد الدين برتقش، فحاصره السلطان وقاتله، ثم رأى أن أمر القتال يطول فراسل أسد الدين ورغبّه في الموادعة والتسليم.