للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام جلال الدين محاصرا لخلاط إلى أن اشتد البرد، ونزل الثلج فرحل عنها، لسبع بقين من ذى الحجة من السنة. وكان سبب رحيله مع خوف الثلج ما بلغه من فساد التركمان الايوانية (١) - على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

ذكر وفاة الإمام الظاهر [بأمر الله (٢)]- رحمه الله

وفى رابع عشر رجب من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وعشرين وستمائه - مات الخليفة الظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله، وكانت مدة خلافته تسعة أشهر وأربعة عشر (٣) يوما. ولقد تباعد ما بينه وبين أبيه الناصر لدين الله تباعدا جدا في أمور، أحدها: أن مدة خلافته كانت قصيرة جدا، فلم يل من بنى العباس من هو أقصر مدة في الولاية منه إلا المنتصر بالله ابن المتوكل فإنه كانت مدة خلافته نحو خمسة أشهر. وطالت مدة أبيه الناصر [لدين الله] (٤) في الخلافة جدا، فلم يل من بنى العباس، بل ولا من الخلفاء قبلهم، أطول مدة في الخلافة منه. وثانيها: أنه كان في غاية العدل والإحسان إلى الخلق، وكان أبوه في غاية الظلم والعسف. وثالثها: أنه كان في غاية التعصب لمذهب [أهل (٥)] السنة [والبغض للروافض، وكان أبوه في غاية الميل إلى الروافض (٦)].


(١) عن قبائل التركمان في وسط آسيا أنظر:
Barthold, Turkestan down to the Mongol invasion, pp. ٢٣٤, ٢٥٧, ٢٨٤ - ٥, ٢٩٣, ٢٩٥, ٢٩٧ - ٣٠٢, ٣٣٣, ٤٠٨, ٤١٦, ٤٤٠, ٤٤٩; id, article Turkomans in EI .
(٢) في نسخة م «بالله» والصيغة المثبتة من نسخة س، انظر أيضا زامباور، معجم الأنساب، ج ١، ص ٤.
(٣) في نسخة س «وأربع عشر يوما» وهو تصحيف وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٥٦) «وأربعة وعشرين يوما» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) ورد ما بين الحاصرتين في نسخة س «وكان أبيه متعصبا جدا لمذهب الروافض».

<<  <  ج: ص:  >  >>