وبلغ عز الدين صاحب الموصل أن نائبه بالقلعة زلقندار يكاتب السلطان، فمنعه من الصعود إلى القلعة، وعاد إلى الاقتداء برأى مجاهد الدين والصدور عن رأيه، وأقام السلطان بالموصل إلى آخر ربيع الآخر من هذه السنة - أعنى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة -
[ذكر رحيل السلطان عن الموصل]
وورد على السلطان الخبر بوفاة شاه أرمن (١) بن سكمان صاحب أخلاط في العشرين من ربيع الآخر، وكان موته في التاسع منه، ولم يخلف ولدا ذكرا ولا ذا قرابة.
وورد كتب أهل بدليس وغيرها إلى السلطان يخطبونه لها، وهم خائفون من العجم أن يملكوها.
وكان المقيم بالملك بعد شاه أرمن (١) مملوكه سيف الدين بكتمر، وكان قد ورد على السلطان رسولا من سيده وهو بسنجار، فلما مات سيده شاه أرمن (١)، وملك البلاد وأحبه الناس لحسن سيرته، فسار نحوه البهلوان أتابك شمس الدين محمد بن ايلدكز صاحب العجم، فلما قرب منه خافه، فسير إلى خدمة السلطان من يقرر معه تسليم أخلاط إليه واندراجه في سلكه، وكاتب السلطان في ذلك أيضا الوزير بأخلاط، وهو مجد الدين ابن الموفق بن رشيق، وأظهر للسلطان المودة والمناصحة وهو على خلاف ذلك، فطمع السلطان في ملك أخلاط والاستيلاء عليها، ورحل من الموصل في آخر شهر ربيع الآخر، وقدّم في مقدمته ابن عمه
(١) رسمت في الأصل: «شاهر من»، وهو ناصر الدين سكمان الثانى بن إبراهيم. انظر: (زامباور: معجم الأنساب، ص ٣٤٨).