للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصور من اتفاق الملك العادل والملك الأفضل عليه، فالتجأ إلى الملك العادل، وفعل مثل ذلك عزّ الدين بن المقدم، فأجابهما الملك العادل إلى ما طلبا من الاتفاق معه، وتحالفوا على ذلك.

ولما جرى ما ذكرناه، وتحقق الملك الظاهر أن عمّه الملك العادل وأخاه الملك الأفضل لم يفيا له بما عاهداه عليه، كاتب أخاه الملك العزيز واستنهضه لقصد الشام، ووعده القيام معه ونصرته، فقوى عزم الملك العزيز وتهيأ له.

[ذكر قدوم الملك العزيز إلى الشام بعساكره]

(١٤ ب) ثم خرج الملك العزيز إلى الشام بعساكره الكثيرة المتوافرة من الصلاحية والأسدية والأكراد، فوصل إلى الفوّار - من أرض السواد - وخيّم به، فكاتب الملك العادل الأمراء الذين مع الملك العزيز ووعدهم الوعود الجميلة وأخذ في إفسادهم عليه وتنفير قلوبهم منه.

[ذكر اضطراب بعض العسكر على الملك العزيز ومفارقتهم له]

وكانت الأمراء الصلاحية والأمراء الأسدية ينافس كل فريق منهم الآخر ويطلب عثاره، وكانت الأمراء الصلاحية متقدمة عند الملك العزيز، فحسدتها الأمراء الأسدية، وأخذ الملك العادل بدقيق حيله يعمل في تأكيد الإيقاع بين الفرقتين، ويوقع الفرقه والاستيحاش بينهما، وكذا في الإيحاش بين الأسدية والملك العزيز، فكاتب الملك العزيز سرا يخوفه من الأسدية ويغريه بإبعادهم، وكاتب الأسدية

<<  <  ج: ص:  >  >>