للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة إحدى وتسعين وخمسمائة]

ووردت الأخبار في أولها أن الملك العزيز على عزم الخروج إلى الشام بعساكره، فأشار العقلاء من الناس على الملك الأفضل بمكاتبة أخيه الملك العزيز وملاطفته واسترضائه ومصافاته، ولو فعل لصلح حاله، واستمر ملكه، فإن أخاه الملك العزيز كان يقنعه أن يقيم الملك الأفضل الخطبة والسكّة بدمشق له، إذ هو صاحب الديار المصرية، وعنده معظم العساكر الصلاحية، ولو فعل ذلك الملك الأفضل وانقاد إلى أخيه الملك العزيز لما عارضه الملك العزيز في دمشق، ولأبقاها عليه، ولم يتمكن الملك العادل من الاستيلاء على ممالك أولاد أخيه، لكن ترك رأى العقلاء، وقبل ما أشار به عليه وزيره ضياء الدين ابن الأثير، فإنه أشار بأن يعتصم بعمّه الملك العادل، ويلتجىء إليه ويستجير به، ويستنجد به على أخيه، وكان هذا من فاسد (١) الرأى، (٢) فإنه أدّى به (٢) إلى ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

ذكر توجه

الملك الأفضل إلى الشرق مستنجدا بالملك العادل (٣)

ولما تواترت الأخبار إلى الملك الأفضل بأن أخاه (٤) الملك العزيز على عزم الخروج إلى الشام، وأن مقصده إقامة الخطبة والسكّة باسمه، وأن الجميع (١٣ ا) يكونون (٥) تحت حكمه، اضطرب لذلك وانزعج له.


(١) (س): «من أفسد الرأى».
(٢) هذه الجملة غير موجودة في (س).
(٣) هذا العنوان غير موجود في (س).
(٤) (س): «أخيه»، وما هنا هو الصحيح.
(٥) (س): «يكون».

<<  <  ج: ص:  >  >>