للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر منازلة عماد الدين قلعة جعبر]

قد ذكرنا أن السلطان جلال الدولة ملكشاه لما تسلم حلب عوّض صاحبها عنها - سالم بن مالك بن بدران العقيلى ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش - قلعة جعبر، وكان قد ملك قلعة جعبر - كما تقدم ذكره -، فتسلم سالم بن مالك قلعة جعبر، وبقيت في يده ويد ولده.

فلما كانت سنة إحدى وأربعين وخمسمائة قصد عماد الدين قلعة جعبر - وصاحبها يومئذ مالك بن سالم بن مالك بن بدر العقيلى - وحاصرها، وسيّر جيشا إلى قلعة فنك (١) فحصرها - وصاحبها يومئذ الأمير حسام الدين الكردى البشنوى، وكانت بيد البشنوية من مدة تزيد على ثلثمائة سنة - وكان قصد عماد الدين بأن لا يترك قلعة في أعماله متوسطة في بلاده إلا ويستولى عليها مبالغة في الحزم والاحتياط، وطالت مدة حصره لقلعة جعبر ولم يتيسر له فتحها، فسيّر إلى صاحبها رسولا الأمير حسّان صاحب منبسج لمودة كانت بينهما في معنى تسليمها، وقال: «تضمن له الإقطاع الكبير والمال الجليل الجزيل فإن أجاب إلى التسليم، وإلا قل له: والله لأقيمن عليها إلى أن أملكها عنوة، ثم لا أبقى عليك، ومن الذى يمنعك منى». فصعد حسّان إلى القلعة، وأدى رسالة عماد الدين إليه، ووعده التعويض عنها وأرغبه، فامتنع من التسليم، فقال له حسّان إلى قوله: «وهو يقول لك من يمنعك منى؟»، فقال: «يمنعنى منه الذى منعك من الأمير بلك (٢). ويشير إلى منازلة بلك


(١) هكذا ضبطها ياقوت، وقال إنها قلعة حصينة منيعة للأكراد البشنوية قرب جزيرة ابن عمر بينهما نحو من فرسخين.
(٢) هو نور الدولة بلك بن بهرام بن أرتق، وقد ضبط هكذا (Balyg)
في: (Zambaur, P. Cit .Op .٢٣٠)
ولكنه عند (Amedroz) في مقدمة ابن القلانسى (Bulak) .

<<  <  ج: ص:  >  >>