ثم تسلم يوم السبت ثالث جمادى الآخرة قلعة العيد، ويوم الأحد رابع الشهر قلعة الجماهريين، ويوم الاثنين خامس جمادى الآخرة حصن بلاطنس، وندب إلى كل حصن من تسلمه، وكانت هذه الحصون متعلقة بصهيون.
ذكر فتح الشّغر وبكاس
ثم رحل السلطان حتى أتى بكاس، وهى قلعة حصينة على جانب النهر العاصى المعروف بالارنليط، ولها نهر يخرج من تحتها، وكان نزول السلطان على جانب العاصى يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة، وصعد السلطان إلى القلعة وأحدق بها من كل جانب، وقاتلها أشد قتال بالمنجنيقات والزحف، ثم تسلمها يوم الجمعة تاسع جمادى الآخرة، وأسر من فيها بعد قتل من قتل منهم، وغنم جميع ما كان فيها، وكان لها قليعة تسمى الشغر قريبة منها يجاز إليها بجسر، وهى في عاية المنعة ليس إليها طريق، فسلطت عليها المنجنيقات من الجوانب الأربع، فطلبوا الأمان، وذلك يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة، وسألوا أن يؤخروا ثلاثة أيام لأجل استئذان من بأنطاكية، ثم سلمت، وصعد العلم السلطانى على سورها يوم الجمعة سادس عشر الشهر، ثم عاد السلطان إلى مخيمه.
[ذكر فتح سرمانية]
ولما كان يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة [٣٢١] بقيت من جمادى الآخرة سيّر السلطان ولده الملك الظاهر - صاحب حلب - إلى قلعة تسمى سرمانية، فقاتلها قتالا شديدا، وضايقها مضايقة عظيمة، ثم تسلمها يوم الجمعة لسبع بقين من الشهر، بعد قطيعة قررّها وقبضها، ولما أخرجهم منها هدمها وسواها إلى الأرض.