للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر خروج التتر إلى أطراف الروم]

واتفق خروج التتر في هذه السنة إلى أرزن الروم (١)، واشتغل الروم بهم (٢).

وأغارت التتر على خرتبرت (٣)، وخاف الملك المنصور والعسكر من إقامتهم في البلاد، وأنهم لا يأمنون (٤) كبسة تأتيهم من جهتهم. فعاد الملك المنصور والعسكر إلى رأس عين، فخرج الملك المظفر والخوارزمية إلى دنيسر (٥)، وهى للملك السعيد صاحب ماردين. فسار الملك المنصور والعسكر إلى خرتبرت. وساروا إلى جهتهم فوصلهم الخبر أنهم قد نزلوا الخابور، فسار العسكر إلى جهتهم ونزلوا المجدل (٦).

وكان قد انضاف جمع كثير من التركمان إليهم مقدمهم أمير يقال له ابن دودي (٧).

فذكر أنه قال للملك المظفر شهاب الدين: «أنا أكسر لكم عسكر حلب بالجوابنة (٨) الذين معى». وكانت عدتهم على ما يقال سبعين ألف جوبان غير الخيالة من التركمان. فرحل الملك المظفر حتى نزل قريبا من المجدل، فعلم به الملك المنصور، فأشار عليه الأمير شمس الدين لؤلؤ بمبادرتهم، والرحيل إليهم في تلك الساعة.


(١) أرزن الروم، بلدة بأرمينية على مقربة من خلاط، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٢) في المخطوطة «واستولت عساكر الروم بهم» والصيغة المثبتة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٦٣).
(٣) خرتبرت، بلدة أرمنية كان يطلق عليها اسم حصن زياد في أقصى دياربكر، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٤) في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٦٣ - ٢٦٤): «لا يأمنون من».
(٥) عن دنيسر، انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٤، ص ٧١ حاشية ١.
(٦) المجدل مدينة بالخابور من نواحى الجزيرة كان فيها أسواق كثيرة، انظر ياقوت (معجم البلدان)؛ أبو الفدا (تقويم البلدان، ص ٢٧٤ - ٢٧٥).
(٧) في ابن أيبك (الدر المطلوب، ص ٣٥٠) «ابن دودا».
(٨) هكذا في المتن وكذلك في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٦٤)؛ ويبدو أن الجوابنة إما نسبة إلى جوبى وهى قبيلة من قبائل الأكراد (السلوك للمقريزى ج ١ ص ٤) وإما نسبة إلى جوبان من قرى مرو (ياقوت، معجم البلدان).

<<  <  ج: ص:  >  >>