للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تزوج

الملك العزيز بابنة عمه الملك العادل

وخطب الملك العزيز ابنة عمّه الملك العادل، وندب القاضى المرتضى محمد بن (١٠ ب) القاضى الجليس عبد العزيز السعدى وكيلا عنه، وحضر قاضى القضاة محيى الدين (١) بن زكى الدين وجميع عدوله، ووكّل الملك العادل القاضى محيى الدين أبا حامد بن الشيخ شرف الدين بن أبى عصرون في تزويج ابنته من ابن عمها الملك العزيز؛ وكتب عماد الدين الكاتب الكتاب في ثوب أطلس، وأنشأ خطبة العقد وهى (٢):

«الحمد لله الذى خلق من الماء بشرا، فجعله نسبا وصهرا، وشرع النكاح ووضعه صلة للأرحام وبرّا، وشدّ به أزرا، ورفع به قدرا، وأطلع بسناء سنته في العالم فجرا، وأجرى به أجرا.

نحمده على أنعمه التي تجلّت لعيون مجتليها بيضا غرّا، وأياديه التي ملأت الأيدى حوافل غزرا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نتخذها يوم القيامة ذخرا، ونعدها يوم الفزع الأكبر جنّة وسترا، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف الأنبياء قدرا، وأسماهم وأسناهم في الدنيا والآخرة ذكرا، الذى بعثه إلى الخلق كافة عربا وعجما، وبدوا وحضرا، وبيّن لهم مناهج الهدى


(١) هو قاضى القضاة محيى الدين أبو المعالى محمد بن القاضى زكى الدين على بن محمد، ولد بدمشق سنة ٥٥٠ هـ‍ وكان أثيرا لدى صلاح الدين، وهو الذى اختاره ليلقى أول خطبة للجمعة في المسجد الأقصى بعد استعادته سنة ٥٨٣ هـ‍، وتوفى بدمشق في سابع شعبان سنة ٥٩٨ هـ‍، انظر ترجمته بالتفصيل في: (ابن خلكان: الوفيات، ج ٣، ص ٣٦٤ - ٣٧١) و (ابن تغرى بردى: النجوم، ج ٦، ص ١٨١).
(٢) هذا نموذج طريف لخطبة عقد الزواج في العصر الأيوبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>