للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر، ثم غلبهم النوم، فما انتبهوا إلا والفرنج قد ركبتهم، فوهن المسلمون بذلك ووجموا، وتقدم السلطان إلى المراكب الباقية أن تسير إلى بيروت، وخاف عليها لقلتها أن يستولى عليها العدو، فنجا منها شينى رئيس جبيل، والباقون نظروا إلى الفرنج ورائهم فألقوا أنفسهم في الماء، وخرجوا إلى [البر] على وجوههم، فأخذ السلطان الشوانى فنقضها، وعاد إلى مقابلة صور في البر، فكان ذلك الشوانى لجدوى لضيق المجال (كذا).

[ذكر الوقعة على باب صور]

ولما وقعت واقعة الأسطول طمعت الفرنج وخرجوا منها يوما بعد العصر مستعدين للقتال، فالتقاهم المسلمون، فكانت الدائرة على الفرنج، وأسر مقدم كبير لهم، وظن أنه المركيس، فسلمه السلطان إلى ولده الملك الظاهر ليحفظه، فضرب عنقه، ثم دخل الليل وأصبحوا، وتبين أن المركيس بعد في الحياة.

[ذكر رحيل السلطان من صور]

ولما طال الحصار على صور ضجر كثير من أمراء المسلمين، لأنهم رأوا ما لم يألفوه من تعسر الفتح عليهم، فأشاروا على السلطان بالرحيل لئلا تفنى الرجال وتقل الأموال، وكان الشتاء قد دخل واشتد البرد، وكان رأى السلطان وجماعة من أتقياء أمرائه، كالفقيه ضياء الدين عيسى، وحسام الدين طمان، وعز الدين


= ويقول دوزى بعد هذا - نقلا عن كاترمير - أن اللفظ قد يعنى " الزنبور الصغير "، سمى كذلك للشبه بين الصوت الذى تحدثه تلك الحشرة الصغيرة " الزنبور " وبين الصوت الذى يحدثه وتر القوس عند انطلاق السهم؛ ثم يردف دوزى بعد هذا قوله إن هذا اللفظ أصبح - منذ اكتشاف الأسلحة الحديدية - يطلق على نوع من المدفع الصغير الذى يحمل على ظهر الجمل:
انظر كذلك: (C .Cahen : Un Traited'armurerie compose pou - Saladin . P. ١٥٣ - ١٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>