للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ستة: اثنان من الترك، وأربعة من العرب، منهم الأمير زامل (١)، وكان مقدم عشيرته، وسبب قتله أن فرسه تقنطر به، ففداه ابن عمه بفرسه، فتقنطرت به أيضا، وأسر هو وثلاثة من أهله، فلما بصر الفرنج بمدد العسكر قتلوهم لئلا يستنقذوا، وجرح (٢) من الطائفتين ومن خيولهم كثير.

ومن نوادر هذه الوقعة أن مملوكا من مماليك السلطان يقال له " أيبك " أثخن بالجراح حتى وقع بين القتلى وجراحاته تشخب دما، وبات ليله أجمع على تلك الحال إلى صبيحة يوم الثلاثاء، فتفقده أصحابه، فلم يجدوه، فعرّفوا السلطان فقده، فأنفذ من يكثف حاله، فوجده بين القتلى، فحملوه إلى [المخيم] (٣) وداووه، وعافاه الله تعالى، وعاد السلطان إلى المخيم عاشر جمادى الآخرة فرحا مسرورا.

[ذكر مسير الفرنج إلى عكا ومحاصرتهم لها]

قد ذكرنا حشد الفرنج واجتماعهم بصور، وتواصل الأمداد إليهم من البحر، وكان الرهبان والقسوس من حين ملك المسلمون (٤) بيت المقدس قد لبسوا السواد وأظهروا الحزن [٣٣٦] وأخذهم بطرك القدس، ودخل بهم بلاد الافرنج يطوفها بهم جميعا (٤)، ويستنجدون أهلها، ويحثونهم على استرجاع القدس، وقد صوروا المسيح عليه السلام وجعلوا معه صورة رجل عربى يضر به [بعصا] (٣) وقد جعلوا الدماء على صورة المسيح، وقالوا: هذا المسيح يضر به محمد نبى المسلمين وقد جرحه وقتله.


(١) كذا في الأصل و (الروضتين، ج ٢، ص ١٤١) وفى س وابن شداد: " رامل ".
(٢) بهذا اللفظ تنتهى ص ٨٩ ب من نسخة س ثم تضطرب الصفحات، وتبدأ ص ٧٠ أمن هذه النسخة بالكلمة التالية وهى: " وجرح ".
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
(٤) النص في س: " بيت المقدس دخلوا بلاد الفرنج يطوفون بها جميعا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>