للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكربوقا [١٥] أسيرين، وبعث إلى حرّان والرّها، - وكانتا لبزان - أن [يسلمهما من بهما (١)] إليه، فامتنع أهلها من التسليم، فقتل بزان، وأنفذ رأسه إليهم، وتسلم البلدين، وبعث كربوقا إلى حمص، فحبس بها، وكانت لآق سنقر، فتسلمها، وسلّمها إلى جناح الدولة حسين أتابك ولده الملك فخر الملك رضوان، فلما قتل تاج الدولة أخرج الملك رضوان كربوقا من الحبس.

ذكر سيرة الأمير قسيم الدولة (٢) - رحمه الله -

[كان] أميرا عادلا، حسن السيرة، جميل السياسة، وكان شرط على أهل كل قرية من بلاده أنهم متى أخذ عندهم قفل أو أحد من الناس، غرّمهم جميع ما يؤخذ من الأموال - قليل أو كثير -، فكانت السيّارة إذا بلغوا قرية من بلاده، ألقوا رحالهم، وناموا، وحرسهم أهل تلك القرية إلى أن يرحلوا، فأمنت السبل.

وكان عنده وفاء عظيم وحسن عهد، ومروءة غزيرة، وإنما كان قتله وفاء لسلطانه ورب نعمته جلال الدولة، وحفظا لولده من بعده، وإنما صار مع تاج الدولة في تلك المدة خوفا منه، ولأن بنى صاحبه لم يكن بينهم اتفاق، فلما استفحل أمر السلطان بركيارق - ولد صاحبه - انحاز إليه وقتل في هواه.


(١) في الأصل: «وكاتب لبزان أن يسلمها إليه»، وهو خطأ فضلا عن أنه اختصار مخل بالمعنى، وقد صححت العبارة وأضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة ابن الأثير.
(٢) أنظر ترجمته في: (ابن خلكان: ج ١، ص ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>