للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الحرب بين عسكر السلطان

الملك الناصر والسلطان عز الدين قلج أرسلان السلجوقى

صاحب قونية

وسبب هذه الحرب أن نور الدين - رحمه الله - كان قد أخذ حصن رعبان (١) من السلطان قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان قطلمش ابن أرسلان بيغو (٢) بن سلجوق - صاحب قونية -.

وفى هذه السنة - أعنى سنة خمس وسبعين وخمسمائة - كان الحصن بيد الأمير شمس الدين بن المقدّم، وهو في خدمة السلطان الملك الناصر - كما ذكرنا -، فطمع قلج أرسلان في تملك الحصن، ليكون الملك الصالح صاحب حلب بينه وبين السلطان، فأرسل عسكرا لحصره، فيقال إن العسكر الذى أرسله عشرون (٣) ألف فارس، فتوجه إلى الحصن الملك المظفر تقى الدين - صاحب حماة - في ألف فارس، فواقعهم فهزمهم، وأصلح تلك الولاية وعاد إلى خدمة عمه السلطان، ولم يزل الملك المظفر (٣) - رحمه الله - يدل بهذه النصرة، وأنه هزم بألف فارس عشرين (٤) ألفا.


(١) هى بلدة بين حلب وسميساط، قرب الفرات. (ياقوت: معجم البلدان).
(٢) الأصل: «بيغوار ارسلان»، والصحيح ما ذكرناه، أنظر: (معجم الأنساب والأسرات الحاكمة، الترجمة العربية، ص ٢١٥ - ٢١٧).
(٣) الأصل: «عشرين».
(٤) وصف ابن أبى طى (الروضتين، ج ٢، ص ٩) هذه الوقعة وشجاعة تقى الدين عمر وفنه الحربى وصفا ممتعا مفيدا، ولهذا آثرنا نقله هنا لتتم به الصورة. قال: " واتصل بالسلطان أن قلج أرسلان قد طمع في أخذ رعبان وكبسون، فلما دخل دمشق وصله رسوله يطلبهما منه، ويدّعى أن نور الدين بن زنكى اغتصبهما منه، وأن الملك الصالح قد أنعم عليه بهما، فاغتاظ السلطان، وزير الرسول، وتوعد صاحبه، فعاد الرسول وأخبر قلج أرسلان، فغضب، وسير عسكرا إلى رعبان فحاصرها وسمع السلطان، فندب تقى الدين عمر في ثمانمائة فارس، فسار فلما قارب رعبان أخذ معه جماعة من أصحابه مقدار مائتى فارس، وتقدم عسكره وسار حتى أشرف على عسكر قلج أرسلان ليلا =

<<  <  ج: ص:  >  >>