للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولازم عماد الدين زنكى الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك العادل، وخدمه وتقرب إليه فاستعطف له أخاه الملك الأشرف، فمال إليه وأطلقه وأزال نوابه عن قلعة العقر والشوش، وسلمهما إليه. وبلغ بدر الدين لؤلؤ عن الملك الأشرف ميله إلى قلعة تليعفر، فسلمها إلى الملك الأشرف.

[ذكر ما آلت إليه حال عماد الدين بن المشطوب]

[٩٥ ب] ولما عاد الملك الأشرف إلى سنجار أقام بها حتى انسلخ الشتاء، وسير إلى بدر الدين لؤلؤ يطلب منه عماد الدين بن المشطوب، وكان في إعتقاله كما ذكرنا. وكان الرسول في ذلك الحاجب على الموصلى، وهو أكبر أصحاب الملك الأشرف، وممن علت منزلته عنده جدا.

فلما قدم الحاجب علىّ على بدر الدين، أحضر إليه عماد الدين، فحين رآه الحاجب علىّ قال «وقع زريق في القفص (١)». فقال له عماد الدين «إنما وقع غدرا». فحمله الحاجب علىّ إلى الملك الأشرف فقيّده، وقبض على حسام الدين بن خشترين، وهو من أمراء حلب، لغدر بلغه منه، وأمر بحملهما إلى حران، فحبسا في جبّ بها فماتا فيه. وكانت وفاة عماد الدين في الجب سنة تسع عشرة وستمائة، ولقاه الله سبحانه عاقبة ما فعله بالمسلمين بدمياط وسعيه الردى إلى أن كادت ديار مصر تنتزع من أيدى المسلمين (٢).

وأطلق الملك الأشرف الجماعة الذين قبض عليهم إبن صبرة لما حارب ابن المشطوب. وقبض على القاضى نجم الدين بن أبى عصرون، ووجد معه


(١) بالبحث في كتب الأمثال والمعاجم وكتب اللغة لم يستدل على هذا المثل.
(٢) انظر ترجمة عماد الدين بن المشطوب في ابن خلكان، وفيات، ج ١، ص ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>