للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعتّب على السلطان كيف لم يخلع عليه ولم يأذن له في الرواح، ففهم الملك المظفر انفصاله من غير دستور من السلطان، فأمره بالرجوع، وقال له:

" أنت صبى، ولا تعلم غائلة هذا الأمر " فقال:

" ما يمكننى الرجوع "، فقال:

" ترجع من غير اختيارك ".

وكان الملك المظفر شديد البأس، مقداما في الأمور ليس في عينه من أحد شئ، فلما علم أنه قابضه إن لم يرجع رجع معه، وسأل السلطان الصفح عنه ففعل، وطلب أن يقيم في جوار الملك المظفر خشية على نفسه، فأذن له، فأقام في جواره إلى حين ذهابه.

[ذكر خروج الفرنج للقاء المسلمين وعودهم خائبين]

ولما كان يوم الاثنين حادى عشر شوال من هذه السنة خرج الفرنج على عزم اللقاء بعد أن رتّبوا على عكا من يلازم القتال مع ملك الألمان، خرج معهم المركيس، والكندهرى، وأخذوا معهم عليق أربعة أيام [وزادها] (١)، وكان مخيم اليزك على تل العياضية، فركبوا وصاروا في مقاتلة العدو، ونزل الفرنج تلك الليلة على آبار كان المسلمون قد حفروها (٢) عند نزولهم هناك، وباتوا واليزك يرموهم بالنشاب، وأصبحوا يوم الثلاثاء ثانى عشر شوال سائرين إلى اللقاء، وقد جعلوا راجلهم سورا لهم يذبّ عنهم بالزنبورك حتى لا يترك أحد يصل إليهم إلا بالنشاب، فإنه كان يطير عليهم كالجراد.


(١) ما بين الحاصرتين في الهامش بالأصل.
(٢) الأصل: " حووها "، والتصحيح عن: س (الروضتين، ج ٢، ص ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>