وكان الملك الأفضل يشير على عز الدين قبل أخذه تل باشر بمعاجلة حلب، وأخذها قبل اجتماع العساكر بها، فلما أخذ عزّ الدين تل باشر ولم يسلمها إليه تحقق سوء باطنه، فصار بعد ذلك يشير عليه بأن يقصد باقى البلاد ويأخذها أولا، ثم بعد ذلك يقصد حلب، ففتح منبج - كما ذكرنا -.
وإنما قصد الملك الأفضل التمادى ومرور الزمان في غير فائدة، لئلا يتحصل لعز الدين مقصود.
ولما استحلف الملك الأشرف الأمراء بحلب، واستوثق منهم رحل من حلب في عساكره وعسكر حلب، وفى صحبته جماعة من الأمراء المخامرين، فنزل وادى بزاغة.
ولما سمع عز الدين بتقدم الملك الأشرف إليه سيّر ألف فارس هم خيار عسكره وأبطالهم، وقدّم عليهم سوباش سيواس، فنزلوا تل قباسين، فوقعت عليهم عرب الملك الأشرف، وقاتلوهم، ومعهم جماعة من العسكر، فانهزمت مقدمة عسكر عز الدين، وقد استبيحت أموالهم، وقتل منهم جماعة، وأسرت جماعة.
ووصل إليهم الملك الأشرف وقد فرغت العرب منهم، وسيّرت الأسرى إلى حلب، ودخلوا بهم والبشائر تضرب بين أيديهم، وأودعوا السجن.