للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال عماد الدين الكاتب]

فقلت للملك الأفضل: «لم تركت القاضى الفاضل يرحل، والملك بتحوله يتحوّل؟».

فقال: «ما الذى كنت أفعله وهو لا يقبل منى؟».

فقلت: «كان ينبغى أن تركب إلى داره وتفعل كلّ ما يؤثره، فكنت تملك به أمرك، وتأمن به في ملكك».

قال: «نعرف الصواب»، ولم يرد الجواب.

وكان القاضى بهاء الدين بن شداد قد فارق الملك الأفضل قبل ذلك - كما ذكرنا - وصار إلى الملك الظاهر، وكذلك فارقه جمال الدين أبو غالب عبد الواحد بن الحصين، واتصل بخدمة الملك الظاهر وتقدّم عنده.

ولما وصل القاضى الفاضل إلى الديار المصرية، خرج الملك العزيز عماد الدين إلى استقباله، وأعظمه غاية الإعظام، وأحلّه محل الوالد، وصار لا يصدر [أمرا إلا] (١) عن رأيه ومشورته.

واستمال الملك العزيز - رحمه الله - أصحاب والده وأمراءه ومماليكه وأحسن إليهم وقرّبهم، فعظم بذلك شأنه، واجتمعت كلمتهم على نصرته وتقرير قواعد ملكه، والملك الأفضل يفعل ضد ذلك بأصحاب أبيه، ويقدّم عليهم من استجدّه ممن لا يؤبه به ولا ينبغى الاعتماد عليه.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك ٤٣٦) وبها يستقيم المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>