للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأعمال المصرية لهم أفسح وأوسع؛ وأما الغرباء، فإنهم يقنعون بأى شئ أعطيتهم، ويعترفون بحقك ويعظمونك».

وساعده على هذا القول جماعة من أصحابه ممن لا رأى عنده ولا معرفة.

فأصغى الملك الأفضل إلى هذا القول، وأعرض عن أصحاب أبيه، ففارقه جماعة، منهم:

الأمير فخر الدين جهاركس (١).

وفارس الدين ميمون القصرى.

وشمش الدين سنقر الكبير.

وتوجّه هؤلاء إلى الملك العزيز فاحترمهم وأحسن إليهم، وولّى فخر الدين جهاركس أستاذية داره، وفوّض إلى فارس الدين وشمس الدين سنقر صيدا وأعمالها، وكان ذلك لهما فأقرّهما عليه، وزادهما أعمال نابلس وبلادها (٢).

ولما رأى القاضى الفاضل من الملك الأفضل ووزيره ضياء الدين بن الأثير مالا يعجبه، عزم على مفارقة الملك الأفضل والتوجه إلى الديار المصرية، واستأذن الملك الأفضل في ذلك فأذن له.


(١) هو أبو المنصور جهاركس بن عبد الله الناصرى الصلاحي الملقب بفخر الدين كان من أمراء الدولة الصلاحية، وقال (ابن خلكان: الوفيات، ج ١، ص ٣٣١) في ترجمته: «إنه كان كريما نبيل القدر على الهمة، وأنه بنى بالقاهرة القيسارية الكبرى المنسوبة إليه، ثم قال: «ورأيت جماعة من التجار لذين طافوا البلاد يقولون: لم نر في شئ من البلاد مثلها في حسنها وعظمها وإحكام بائها، وبنى بأعلاها مسجدا كبيرا وربعا معلقا»، وتوفى جهاركس في سنة ٦٠٨ هـ‍ ومعنى جهاركس باللغة العربية: أربعة أنفس.
(٢) لاحظ أن النقريزى عند كلامه عن أولاد صلاح الدين ينقل عن مفرج الكروب دون أن ينص على هذا النقل، انظر: (المقريزى: السلوك، نشر الدكتور زيادة، ج ١، ص ١١٤ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>