للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر إيقاع جلال الدين بن خوارزم شاه بالأيوانية (١)

كانت الأيوانية (٢) قد تغلبت على أشنه وأرميه (٣) وكثير من بلاد أذربيجان، وأخذوا الخراج من أهل خوى ليكفوا عنهم، واغتروا باشتغال السلطان جلال الدين بالكرج وخلاط، وازداد طمعهم وانبسطوا في البلاد يقطعون الطريق وينهبون.

وأتت الأخبار بذلك إلى جلال الدين وهو متغافل عنهم لاشتغاله بما هو أهم منه. وبلغ من طمعهم أنهم قطعوا الطريق بقرب توريز، وأخذوا من تجار أهلها شيئا كثيرا.

ولما اشتد ذلك على الناس أرسلت إبنة السلطان طغرل إلى زوجها جلال الدين تستغيث به، وتعرفه أن البلاد قد استولى عليها الأيوانية (٤) وإن لم يتداركها وإلا هلكت بالكلية.

فلما أتته الرسالة رحل عن خلاط، وكان منازلها - كما ذكرنا - وجد في السير وأتى الأيوانية (٥) وهم آمنون، فأوقع بهم وأخذتهم السيوف وهم [عارون من السلاح] غافلون (٦)، فقتل منهم ما لا يحصى، واسترق حريمهم وأولادهم، ولما فرغ منهم عاد إلى توريز وأقام بها.

[١٣٢ ب] ذكر الحرب في هذه السنة بين صاحب آمد وسلطان الروم

كان صاحب آمد الملك المسعود بن الملك الصالح الأرتقى قد وافق الملك المعظم صاحب دمشق ومظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل وجلال الدين


(١) في نسختى المخطوطة «الأيوية» والصيغة المثبتة مما سبق ص ١٩١ وكذلك من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٦٢.
(٢) في نسختى المخطوطة «الأيوية» والصيغة المثبتة مما سبق ص ١٩١ وكذلك من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٦٢.
(٣) في نسخة س «أسنه وأرمينيه» وهو تصحيف، والصيغة الصحيحة هى المثبتة من نسخة م وأشنه بلدة في طرف أذربيجان من جهة إربل ذات بساتين وأرمية مدينة كبيرة بأذربيجان أيضا، انظر (ياقوت: معجم البلدان).
(٤) انظر ما سبق حاشية ١ - ٢.
(٥) انظر ما سبق حاشية ١ - ٢.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وفى نسخة م «غارون».

<<  <  ج: ص:  >  >>