" رأى لى يوما دواة محلاة بالفضة فأنكرها، وقال: هذا حرام، فقلت له على سبيل المدافعة والممانعة والمناظرة: أو ليس يحل حلية السلاح واستصحابه في الكفاح؟ ودواتى أنجع، ومداد دواتى أنفع، ويراع يراعتى القصير أطول، وسلاح قلمى أحد وأفتك وأقتل، وما اجتمعت هذه العساكر الإسلامية إلا بقلمى، ولا تفرقت جموع الكفر إلا بكلمها بجوامع كلمى، فقال: ليس هذا دليلا صالحا، فقلت له: إن الشيخ أبا محمد والد إمام الحرمين قد ذكر وجها في جوازه ".
ثم لم أعد بعدها أكتب بتلك الدواة عنده.
وقال:
وما رأيته صلى إلا في جماعة، ولا أخّر صلاة عن وقتها، وكان له إمام راتب ملازم، فإن غاب صلى به من حضر من أهل العلم، وكان إذا عزم على أمر من الأمور توكل على الله تعالى، ولا يفضل يوما على يوم، ولا زمانا على زمان.
وحكى القاضى بهاء الدين بن شداد - رحمه الله - قال:
" كان للسلطان - رحمه الله - ركعات يركعها قبل الصبح إن استيقظ بوقت من الليل، وإلا أتى بها قبل صلاة الصبح، قال: لقد رأيته يصلى في المرضة التي مات فيها قائما، وما ترك الصلاة إلا في الأيام الثلاثة التي تغيب فيها ذهنه.
[وذكر من عدله]
أنه استغاث إليه رجل من أهل دمشق يقال له " ابن زهر " على تقى الدين ابن أخيه، فأنفذ إليه ليحضر في مجلس الحكم فما خلّصه إلا أن أشهد عليه [٤٢٥] شاهدين أنه قد وكل للقاضى أمين الدين أبى القاسم - قاضى حماة - في المخاصمة