للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بظاهر حمص - والأسرى معه - فأمر السلطان بضرب أعناقهم وأن يتولى ذلك من بحضرته من أصحابه، فتقدم إمامه ضياء الدين الطبرى وضرب عنق بعضهم، وفعل كذلك الشيخ سليمان المغربى (١)، والأمير ايطغان بن ياروق؛ ثم استدعى عماد الدين الكاتب وأمره أن يضرب عنق بعضهم، فلم يفعل، وطلب أن يمّلكه السلطان صغيرا منهم فعوّض عنه.

ذكرى عصيان شمس الدين بن المقدّم ببعلبك وما [آل] (٢) إليه أمره

كان السلطان لما فتح بعلبك سلمها إلى الأمير شمس الدين [٢٠٦] بن المقدّم؛ ففى هذه السنة طلبها من السلطان أخوه الملك شمس الدولة توران شاه، لأنها مرباه ومنشؤه، فإنها كانت بيد والده نجم الدين - على ما ذكرنا -، فكان الملك المعظم يختار سكناها ويحبها، فلم يمكن السلطان مخالفته، فأمر شمس الدين بالنزول عنها ويعطيه عنها عوضا يرتضيه، فلم يجب إلى ذلك، وذكّره العهود التي له، وما اعتمده معه من تسليم البلاد إليه، فلم يصغ إليه، ولجّ في أخذها، فامتنع ابن المقدم بها وعصى، فرحل السلطان على طريق (٣) الزراعة إلى بعلبك ونازلها محاصرا من غير قتال، فطال أمرها، ولم يسمح بها صاحبها، ودخل فصل الشتاء، فرحل السلطان عنها إلى دمشق في العشر الآخر من رجب من هذه السنة، أعنى: - سنة أربع وسبعين وخمسمائة -

وتمادى الأمر إلى أن رضى شمس الدين بن المقدم ببارين وكفرطاب، وفى قرى من بلد المعرة، وسلم السلطان بعلبك إلى أخيه الملك المعظم.


(١) الأصل: " سلمان المعرى "، والتصحيح عن: (الروضتين. ج ٢، ص ٥).
(٢) أضفنا ما بين الحاصرتين ليستقيم المعنى.
(٣) الأصل: " الطريق "، وقد صححت بعد مراجعة الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>