للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدام الفرنج الحرب، وقاتلوه (١) فلم يظفروا بشىء وكسرت مرماتهم وآلاتهم، واستمر الحال كذلك أربعة أشهر.

ولما بلغ السلطان الملك العادل قصد الفرنج الديار المصرية تقدم إلى من عنده من العساكر بالتوجه إلى مصر؛ فتوجهوا إليها أولا فأولا، حتى لم يبق عنده من العسكر إلا القليل، واجتمعت العساكر عند الملك الكامل، وأخذوا في مقاتلة الفرنج ومدافعتهم عن دمياط، وعظم عند الملك العادل قصد الفرنج لمصر، وخاف عليها خوفا شديدا.

ذكر وفاة

الملك القاهر (٢) عز الدين - صاحب الموصل -

وفى هذه السنة توفى الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود ابن مودود بن زنكى بن آق سنقر صاحب الموصل -.

وكانت وفاته لثلاث بقين من شهر ربيع الأول.

وكانت مدة ملكه سبع سنين وتسعة أشهر.

وكان سبب موته أنه حمّ، ثم فارقته الحمى [من] (٣) الغد، وبقى موعوكا، ثم عاودته مع قىء كثير وكرب شديد، ثم برد بدنه وعرق، وبقى كذلك إلى وسط الليل؛ ثم توفى [إلى رحمة الله تعالى] (٣)، والقرض بانقراضه ملك (٤) البيت الأتابكى.


(١) (ك):، ودام الفرنج يقاتلوه فلم يظفروا». . .
(٢) (ك): «الظامر» وهو خطأ واضح، انظر ترجمة الملك القاهر عز الدين مسعود في: (ابن الأثير: الكامل، وفيات سنة ٦١٥) و (سعيد الديوه جي: الموصل في العهد الأنابسكى، ص ٤ -) ٣٥٣.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(٤) هذا اللفظ ساقط من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>