[ذكر استيلاء الملك الناصر داود بن الملك المعظم على مملكة والده]
ولما توفى الملك المعظم ترتب في ممالكه بعده ولده الملك الناصر صلاح الدين داود، وقام بأمره كله أستاذدار (١) والده الأمير عز الدين أيبك المعظمى، وكانت بيده صرخد وأعمالها، واستمر في خدمته عماه الملك العزيز عماد الدين عثمان شقيق والده صاحب بانياس وبلادها، والملك الصالح عماد الدين إسماعيل صاحب بصرى والسّواد وابن عمه الملك المغيث شهاب الدين محمود بن الملك المغيث عمر بن الملك العادل. ونفذت كتبه ورسله إلى عميه الملك الكامل والملك الأشرف بالتعزية بأبيه الملك المعظم، فقعد كل منهما في عزائه. وورد من مصر الأمير علاء الدين بن شجاع الدين جلدك المظفرى التقوى رسولا من الملك الكامل، ومعه الخلعة للملك الناصر وسنجق السلطنة، وكتب إليه بما طيب قلبه، وأقره على ممالك أبيه، فلبس خلعة عمه وركب بالسنجق الواصل إليه.
(١) الأستاذدار هو الذى تولى شؤون مسكن السلطان أو الأمير وله الأشراف على كل من المطابخ والشراب خاناه والحاشية والغلمان، وكان له مطلق التصرف في استدعاء ما يحتاجه المسكن من النفقات والكساوى. وفى عصر سلاطين المماليك أصبح الأستادار من كبار موظفى الدولة، وأصبحت وظيفته من وظائف أرباب السيوف، انظر القلقشندى، صبح، ج ٤ ص ٢٠؛ ج ٥ ص ٤٥٧.