للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر كسرة الملك المظفر والخوارزمية]

فركب الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص في عساكر حلب، وضرب المصاف معهم يوم الخميس لثلاث بقين من شهر صفر (١) من هذه السنة، أعنى سنة أربعين وستمائة. فحين اصطدم الصفان ولت الخوارزمية والملك المظفر منهزمين، وحالت الخيم بين الفريقين، وقتل منهم جماعة. ووقع العسكر في الخيم والخركاهات (٢) وبها الأقمشة والنساء، فنهبوا جميع ما في العسكر، وأخذوا النساء وجميع ما كان معهن من الأموال والحلى والذهب. ولم يفلت من النساء واحدة.

ونزل الملك المنصور في خيمة الملك المظفر غازى، واستولى على [٣٨ ب] خزائنه وجميع ما كان في وطاقه (٣). وغنم العسكر من الخيل والبغال والجمال ما لا يحصى.

وبيعت الأغنام المنهوبة في الموصل وحلب وحماة وحمص وما قبل ذلك من البلاد بأنجس الأثمان (٤). ثم رجع الملك المنصور بالعسكر إلى حلب. وخرج السلطان الملك الناصر صاحب حلب لتلقيه. فتوجه أولا إلى قلعة جعبر ثم توجه إلى منبج، فلقيه واجتمع به. ودخلت العساكر حلب مستهل جمادى الأولى (٥) من هذه السنة.

ولثلاث مضين من جمادى الأولى، سار الملك المنصور ومعه جماعة من عسكر حلب قاصدا (٦) بلاد الفرنج للإغارة عليهم من جهة طرابلس.


(١) كذا في نسخة المخطوطة وأبى الفدا (المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٧٠) وفى ابن العديم ورد التاريخ مخالفا «يوم الخميس الثالث والعشرين من صفر من سنة أربعين وستمائة»، انظر زبدة الحلب ج ٣، ص ٢٦٤.
(٢) الخركاهات جمع خركاه وهى نوع من الخيام، انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٢، ص ٤٥ حاشية ٢.
(٣) انظر أيضا أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٧١؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ص ٤٨٨.
(٤) ذكر سبط ابن الجوزى (مرآة الزمان، ص ٤٨٨) والنويرى (نهاية الأرب، ج ٢٧، ق ٧٨) أن الفرس بيع بخمسة دراهم ورأس الغنم بدرهم.
(٥) في ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٦٥) «يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى».
(٦) في المتن «قاصد».

<<  <  ج: ص:  >  >>