للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٧)

نسخة بشارة بانتهاء الدولة الفاطمية في مصر، والخطبة للخليفة العباسى، حملها عن نور الدين، شهاب الدين أبو المعالى المطهّر بن أبى عصرون لتقرأ في كل مدينة يمر بها في طريقه إلى بغداد

عن: (أبو شامة: كتاب الروضتين، ج ١، ص ١٩٧ - ١٩٨).

" أصدرنا هذه المكاتبة إلى جميع البلاد الإسلامية عامة بما فتح الله على أيدينا وتاجه، وأوضح لنا منهاجه، وهو ما اعتمدناه من إقامة الدعوة الهادية العباسية بجميع المدن والبلاد والأقطار والأمصار المصرية، والإسكندرية ومصر والقاهرة، وسائر الأطراف الدانية والقاصية، والبادية والحاضرة، وانتهت إلى القريب والبعيد، وإلى قوص وأسوان بأقصى الصعيد، وهذا شرف لزماننا هذا وأهله، نفتخر به على الأزمنة التي مضت من قبله، وما برحت هممنا إلى مصر مصروفة وعلى افتتاحها موقوفة، وعزائمنا في إقامة الدعوة الهادية بها ماضية، والأقدار في الأزل بقضاء آرائنا وبتنجيز مواعدنا قاضية، حتى ظفرنا بها بعد يأس الملوك منها، وقدرنا عليها وقد عجزوا عنها، وطالما مرت عليها الحقب [١٩٨] الخوالى وآبت دونها الأيام والليالى، وبقيت مائتين وثمانين سنة ممنوة بدعوة المبطلين، مملوة بحزب الشياطين، سابغة ظلالها للضلال، مقفرة المحل إلا من المحال، مفتقرة إلى نصرة من الله يملكها، ونظرة ستدركها، رافعة يدها في أشكائها، متظلمة إليه ليكفل بأعدائها على أعدائها، حتى أذن الله لغمتها بالانفراج، ولعلتها بالعلاج، وسبب قصد الفرنج لها وتوجههم إليها، طمعا في الاستيلاء عليها، واجتمع داءان: الكفر والبدعة، وكلاهما شديد الروعة، فملكنا الله تلك البلاد، ومكّن لنا في الأرض، وأقدرنا على ما كنا نؤمله في إزالة الإلحاد والرفض من إقامة الفرض، وتقدمنا إلى من استنباه أن يستفتح باب السعادة، ويستنجح باب مالنا من الإرادة، ويقيم الدعوة الهادية العباسية هنالك، ويورد الأدعيا ودعاة الإلحاد بها المهالك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>