رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من السلطان الملك الناصر صلاح الدين إلى أخيه الملك العادل أبى بكر بشأن انتصار الأسطول المصرى بقيادة أميره حسام الدين لؤلؤ على أسطول الصليبيين الذى جرؤ فعبر مياه البحر الأحمر قاصدا مهاجمة مدينتى مكة والمدينة وذلك في شوال سنة ٥٧٨
(عن: أبو شامة: الروضتين، ج ٢، ص ٣٦)
«وصل كتابه المؤرخ بخامس ذى القعدة المسفر عن المسفر من الأخبار، المتبسّم عن المتبسم من الآثار، وهى نعمة تضمنت نعما، ونصرة جعلت الحرم حرما، وكفاية ما كان الله ليؤخّر معجزة نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بتأخيرها، وعجيبة من عجائب البحر التي يحدّث عن تسييرها وتسخيرها، وما كان الحاجب لؤلؤ فيها إلا سهما أصاب، وحمد مسدّده، وسيفا قطع، وشكر مجرّده، ورسولا عليه البلاغ وإن لم يجهل ما أثرته يده، وقد غبطناه بأجر جهاده، ونجح اجتهاده، ركب السبيلين: برا وبحرا، وامتطى السابقين: مركبا وظهرا، وخطا فأوسع الخطو، وغزا فأنجح الغزو، وحبذا العنان الذى في هذه الغزوة أطلق، والمال الذى في هذه الكرّة أنفق.
وهؤلاء الأسارى فقد ظهروا على عورة الإسلام وكشفوها، وتطرّقوا بلاد القبلة وتطوّفوها، ولو جرى في ذلك سبب - والعياذ بالله - لضاقت الأعذار