للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار من جانب عماد الدين من تسلّم حلب، ومن جانب عز الدين من تسلّم سنجار، وعاد عز الدين إلى الموصل، وتوجه عماد الدين إلى حلب، وكان صعوده قلعتها في ثالث عشر المحرم سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، واستقر بها.

ذكر المتجددات

للسلطان [صلاح الدين] (١) بمصر إلى حين سفره إلى الشام

ولما بلغ السلطان وفاة الملك الصالح بن نور الدين تحرك عزمه على التوجه إلى الشام، وندم على النزوح عنه، فكتب إلى ابن أخيه الملك المظفر تقى الدين عمر - صاحب حماة - يأمره بالتأهب والنهوض، وكاتب سائر نوابه بالشام بذلك، وكتب إلى الديوان العزيز بانشاء عمادى فيه:

" فصل: وشاع الخبر بغارة أفرنج أنطاكية على حارم، وأتوا من النهب والسبى بالعظائم، وشاع أيضا أن عسكر حلب أغاروا على الراوندان وهى [في] عملنا؛ ورسلهم عند الفرنج يستنجدونهم؛ (٢) وراسلوا الحشيشية، والمراد من الرسالة غير خاف، والعلم بالمعتاد عنه كاف، وابن أخينا (٣) غائب في أقضى بلاد الفرنج في أول برية الحجاز، فإن طاغية منهم جمع خيله ورجله، وحدثته نفسه الخبيثة بقصد تيماء، وهى دهليز المدينة - على ساكنها السلام - واغتنم كون البرية معشبة مخضرة مخصبة في هذا العام، والعجب أنا نحامى عن قبر النبى - صلوات الله عليه وسلامه - مشتغلين بهمه، والمذكور - يعنى صاحب الموصل -


(١) ما بين الحاصرتين ص س (٧٣ ب).
(٢) الأصل: " يستنجدوهم "، والتصحيح عن س (٧٤ ا)، وفى (الروضتين، ج ٢، ص ٢٣): " ورسولهم عند الفرنج يستنجدهم ".
(٣) هو ابن أخيه عز الدين فرخشاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>