وفى هذه السنة وصل [السلطان](١) الملك المعظم شرف الدين عيسى ابن الملك العادل إلى خدمة أبيه بالديار المصرية، فاستشعر منه عز الدين (٥٨ ا) أسامة [لسبب نذكره إن شاء الله تعالى](١)، فخرج مظهرا أنه يتصيد، وهرب في جماعة من مماليكه.
فخرج الملك المعظم خلفه جريدة.
وترك عز الدين [أسامة](١) مماليكه في الرمل، وانفرد بنفسه، وأخذ دليلا من العرب، وساق ليسبق إلى حصونه ويعتصم بها، فنزل بأرض الداروم يستريح، [ثم أراد الركوب](١) وعجز عن الركوب لوجع المفاصل الذى كان يعتريه [قبل ذلك](١)، فعرفه شخص وأخبر الملك المعظم به، وكان قد وصل إلى موضع قريب من المكان الذى نزل به أسامة.
فسار الملك المعظم إليه، وقبض عليه، وبعث معه جماعة أو صلوه إلى الكرك، فاعتقلوه بها.
ثم حوصر حصناه: كوكب وعجلون، فسلمهما غلمانه على عوض أخذوه.
وأمر الملك العادل بهدم كوكب وتعفية أثره، وأبقى عجلون.