للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعرض عنه بالكلية. وحكى لى بعض أولاد الملك الناصر - رحمه الله - أن ذلك كان بسبب اتفاقه مع الملوك لما كانوا داخلين من جهة الدربند، وقد كنا أشرنا إلى ذلك.

[ذكر بناء قلعة المعره (١)]

في هذه السنة [أعنى سنة إحدى وثلاثين وستمائة (٢)] كان أشار على الملك المظفر صاحب حماه سيف الدين بن أبى على [الهذبانى (٣)]- وكان غالبا على أمره كله ومتحكما في دولته التحكم الكلى والأمور كلها راجعة اليه - أن تبنى في المعرة قلعة (٤). وأوهمه أن في ذلك مصلحة ظاهرة، فأجابه إلى ذلك وجدّ في بنائها فبنيت في مدة شهرين. وساعده على ذلك ما في المعره من الحجارة (٥) المنحوتة المهيأة ظاهر البلد وباطنه (٦). وسلم إلى كل أمير من أمراء الدولة برج من أبراجها، فكمل بناؤها في هذه المدة اليسيرة. ورتب فيها جامع، وحشدت بالرجالة والوالى. وأودعت من العدد وآلات الحرب ماجرت به العادة. ولم يكن بناؤها مصلحة، ولم يكن [الرأى (٧)] الذى أشار به سيف الدين صوابا [١٨٧ ا]. وظهر فساد هذا الرأى لما انتزعها الحلبيون من أيدى نواب الملك المظفر، وصارت بأيدى الحلبيين.


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س، وساقط من م.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س
(٤) وردت هذه الفقرة في نسخة س بصيغة مخالفة ولكن بنفس المعنى، والصيغة المثبتة من م.
(٥) في نسخة س «الأحجار» والصيغة المثبتة من م
(٦) في نسخة س «وداخله» والصيغة المثبتة من م.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من نسخة م.

<<  <  ج: ص:  >  >>