في الحال، والله يعلم ما يكون بعد ذلك، فأجاب بالسمع والطاعة، وتوجه إلى دمشق، وتلقاه السلطان، وخيم على المصرى فوق قصر أم حكم، فلما قرب ركب إلى موكبه ورحّب به، وفرح بوصوله فرحا شديدا، وذلك في الثالث والعشرين من شعبان من السنة.
ودخل دمشق واستمر على ما كان بيده من البلاد وهى: حماة والمعرّة ومنبج وقلعة نجم، ثم أضاف إليه ميّافارقين وما حولها من البلاد والمعاقل.
وكتب إلى مصر باستدعاء رجاله، وأخبرهم بتأخير عزم المغرب، فامتثلوا الأمر، وقدموا سوى زين الدين بوزابة (١)، فإنه مضى إلى المغرب واستولى على مواضع، ثم قصده صاحب المغرب فأسره ثم أطلقه.
وفى هذه السنة دخل الملك الظاهر على ابنة عمه الملك العادل التي كان عقد عليها، وذلك في السادس والعشرين من شهر رمضان، ودخل الملك الأفضل نور الدين على زوجته ابنة ناصر الدين محمد [٢٧٠] بن شير كوه أخت الملك المجاهد صاحب حمص، وذلك في شوال من هذه السنة.
ذكر مسير
الملك العزيز وعمه الملك العادل إلى الديار المصرية
ولما تقررت القاعدة على ما ذكرنا سار الملك العزيز وعمه الملك العادل إلى مصر، فدخلا القاهرة في خامس شهر رمضان.
(١) الأصل: " موربا "، وعند العماد: " يوزبا "، وما هنا عن (ابن الأثير، ج ١١، ص ١٩٧).