للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خروج الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ في العساكر المصرية إلى الشام ومنازلته دمشق

ثم تقدم السلطان الملك الصالح إلى وزيره الصاحب معين الدين أبى محمد الحسن بن شيخ الشيوخ صدر الدين بن حمويه بالتقدم على العساكر المصرية والمسير بهم إلى الشام. وبعث معه الدهليز السلطانى، وحكّمه في الجيوش، وأقامه مقام نفسه (١)، وأنفذ أمره في الخزائن والأموال والبلاد، فرحل الصاحب معين الدين في عساكر مصر من القاهرة، ووصل إلى غزة وانضافت إليه الخوارزمية ومن بغزة من العساكر المصرية. ورحل إلى بيسان، فنزل بها وأقام بها مدة يرتب الأمور. ثم رحل إلى دمشق [ص ٤٨ ب] فنازلها، وبها الملك الصالح عماد الدين إسماعيل، والملك المنصور ابراهيم صاحب حمص وخرجت هذه السنة وهو منازل لها.

وسير الملك الصالح إسماعيل وزيره أمين الدولة إلى بغداد مستشفعا بالخليفة المستعصم بالله (٢)، ومتوسلا إليه ليصلح بينه وبين ابن أخيه السلطان الملك الصالح.

ثم رجع من بغداد ولم يتحصل من رسالته على طائل.

وكان القاضى رفيع الدين قاضى دمشق قد فسد ما بينه وبين أمين الدولة في سنة إحدى وأربعين. وكان أمين الدولة يشتغل عليه بعلم الطب وغيره. وهو الذى قدّم رفيع الدين وولاه قضاء دمشق. وكان رفيع الدين قد سار في القضاء سيرة


(١) ذكر النويرى (نهاية الأرب، ج ٢٧، ورقة ٨٠) «وأقامه مقام نفسه، وأمره أن يجلس في رأس السماط على عادة الملوك، ويقف الطواشى شهاب الدين رشيد أستاذ الدار في خدمته وأمير جاندار والحجاب». انظر أيضا، المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٣١٨ - ٣١٩.
(٢) في المتن «المعتصم بالله» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>